كارما !!

كل ما يحدث الأن حدث من قبل ولكن ..
تمر بين الفاترينات تتهادى خطواتها أمام احداهم تمر بعينيها ثم لم تلبث ان تعاود النظر .. تبتسم حين يعجبها شيء كأنها تتخيله ملك يديها ..في الفاترينة فستان طويل اسود يبهرها تتخيل نفسها ترتديه تتخيل  تسريحة شعرها ثم تتذكر انها ترتدي الحجاب هل يناسب الحجاب ؟!! تتساءل ، بعضهن يرتدين الكارينا ولكنها لا تفضله هي تحب ان ترى الاشياء كما ينبغي ان تكون لا مجال هنا لهذا التلفيق الغير محبب لعينيها ... تمضي في طريقها تحاول الا تنسى شيء مما طلبته والدتها منها لتحضره في طريق العودة ولكنها سريعة النسيان ... ما الذي يشغلها لا شيء !! حالمة هي تخبر نفسها بهذا وتبتسم نعم حالمة هي لازالت تمر بتلك الفترة المرهقة للقلب و العقل التي تدعى المراهقة ( الهذا اسموها مراهقة ؟) هي لا تعلم ولكنها لا تكف عن حديث النفس .. ماذا تريد ؟؟ احلامها تتبخر كلما مر وقت تحسب انه لا وقت للاحلام عليها ان تصنع شيء .. الاحلام تظل احلاما  ان لم يرافقها ارادة تحقيقها .. تصل المنزل وسط كل هذا الضجيج الداخلي و صخب الشوارع و رؤى سريعة لاسماء على المحال او عيادات او اشكال وجوه تعلق بذهنها لثوان كلما توقفت السيارة في زحام طريق العودة اليومي تلقي التحية على امها وعلى استحياء تخبرها انها نسيت كل ما طلبته الام مع وعد بتذكره غدا وتدخل حجرتها تنزع عنها ملابسها سريعا وتلقيها في اهمال وتذهب للحمام .. صوت زخات مياه الدش تنعش خلايا روحها كما تنعش قطرات الماء جسدها .. تحب تفاصيل جسدها لطالما تأملته وهي ممتنة للخالق على صنيعه .. هذه تفاصيل يومها لنقل حياتها بشكل ادق راضية عن حياتها يحسدها البعض لاشياء لا تراها هي نفسها احيانا .. 
ماذا ينقصها لا شيء .. الحب .. لا فهي من اولئك الحالمات اللاتي يحببن الحب لذاته تحب الاطفال النبات البحر الحيوانات تدمع عينيها لكل ضعيف تقف لنصرة اي مظلوم مهما كلفها الامر تحب ان ترى السعادة في عيون الجميع وهذا سبب كاف لاسعادها  احيانا تفكر في رفيق للروح يرى ما بداخلها كما تريد ان تراه تحلم بهذا الحب الغير مبرر الحب الجنوني او العشق كما تحب ان تصفه هذا الاحساس الغامض الذي ما ان يأتي حتى  يعصف بحياة المرء ..
ولكنه لا يحدث فلا تحزن لهذا بل تمتن لقوتها التي لا تجرفها لاي عابث او عابر سبيل لا يستحقها .. تتعجب لحال بعضهن كيف يحببن من لا يستحق حتى تنطفىء ارواحهن وتضيع ابتسامتهن للابد لماذا ليس لديهن القوة ليعلمن ماذا يريدن وممن ..  

تراه من وقت لاخر هو ليس من الشخصيات التي يمكن ان تجذبها بأي شكل ولكنها تشعر تجاهه بشيء ما لا تعرف كنهه ..  تراقبه تبتسم لدعاباته مع البعض يرق قلبها لنظرة حزن تراها بوضوح في عينيه 

ماذا تريد ... لا شيء هكذا تخبر نفسها دوما كلما عصفت بها الاسئلة و الحيرة 
تجد نفسها تفكر به تحاول التقرب منه ثم تبتعد قدر استطاعتها هي ليست من اولئك اللاتي يخلقن الفرص للفت الانظار  .. ولكنها تريده كما لم تريد شيء من قبل تتمناه كما لم تتمنى احدا من قبل 
ما الذي يحدث ... تلجأ الى ركنها الشديد الذي طالما انقذها في المحن تصلي و تسجد لتبلل دموعها سجادة صلاتها وهي تطلب من الخالق ان يفتح لها بابا دون ان تطرقه فهي لا تقوى على تحمل الصد او الرفض .. 
و للعجب تأتيها الاجابة اسرع مما تخيلت فقد طرق هو بابها !!
الفراشات يعشقن النور برغم علم القاص والداني انها سوف تحترق ولكن لا تحذير يجدي معهن هي الطبيعة ولا تبديل لذلك .. كفراشة رأت قبسا من نور اقتربت .. كان هذا النور الذي عصف بحياتها سببه الاول انها دعوة مستجابة فأي شر قد يأتيها من دعاء تمنته و اجابه الخالق !! وسببه الثاني انها لاول مرة تعيش شعورا لكم تمنته الحب ..
في صحراء حياتها عكفت على بناء سفينتها لعلمها انه سوف يأتي فيضان الخير ليمحو كل ذكرى سيئة و يصل بها لمرسى من الطمأنينة و الامان 
تخبره انه بحر ، محيط لا يحده شيء وهي لا تعرف للعوم سبيلا ولكنها بمحض ارادتها ستغرق تثق انها ستجده دائما هناك  اخبرها ان تغرق ولا تخف شيئا سيكون دوما هنا لاجلها لاجل ما لمس روحه من نور روحها من اجل هذا النور الذي اضاء عتمة حياة دون السعي للاتيان بقبس منه ..
ولكنها نست ان أولى صفات البحر الغدر هي الطبيعة ولا تبديل لذلك .
يبتعد .. تبتعد تقترب تنزوي تعاود الاقتراب يبتعد اكثر فأكثر تبتعد بدورها فهي القوية التي لا يكسرها شيء هكذا تخبر نفسها قبل كل كسرة رجوع لتعود بمزيد من الكسر بمزيد من الاهانة بمزيد من الحسرة 
يترك لها عقلها لينهشها بأي ذنب قتلت !! 
تنهار تنطفىء تحاول المقاومة وكل مرة يبوء الامر بالفشل ولكنها تعاود  حث نفسها على النهوض هي ليست بهذا الضعف 
تتذكر هي لم تبتعد لقد اخرجت من ما كانت تحسبه جنة الخلد دون ذنب ولكنها  ابت ان تصدق ان هناك من يقتل نفس دون ذنب لتخبر نفسها انها لا محالة اذنبت لتذهب حاملة المزيد من قرابين الاعتذار  عن لا شيء ثم لم تلبث ان تعود محملة بمزيد من الرفض ومزيد من الصد وغصة لا تفارقها لاقتراف كل هذا في حق كرامتها 
هل تموت الكرامة ؟!!
ترفض ..تغضب ..تثور ..تبكي.. تصرخ  ، تستسلم في هدوء فقط لتعلم انها لم تعد هي ..
تتذكر الكارما هذه الكلمة الرائعة والمسمى البسيط  للعبة القدر التي لا تتبدل قواعدها مهما اختلفت مسمياتها هي عودة كل ما تلفظ من قول او عمل تجاه نفسك و الاخرين لك في الوقت المناسب !!

 لتطمئن روحها وتهدأ .. كل هذا العبث لن يذهب سدى كل هذا الالم لن يذهب سدى 
تعود لسابق عهدها يأتيها النور الذي لم تفقد الامل في وجوده قط .. لتزهر روحها من جديد لتعلم ان الله لا ينسى فقط هي الخبرات الحياتية التي لا نتعلمها الا بمزيد من الالم لنقف بعدها باستعداد تام  في مواجهة تقلبات النفس و الحياة في نفسها تعلم علم اليقين انه حين يأتيك النور الذي سلب منك فهذا يعني انطفائه في المكان الاخر ..
تذكر دائما آمنت ام لم تؤمن .. صدقت ام لم تصدق سيأتيك يوم لترد دين كنت تحسبه قد محي 
في اوهن لحظات ضعفك الانساني وحين تصل بكيانك لمنتصف محيط الحياة و انت تسير على ماء تحسبها جسر من الثقة و الطمأنينة والامان دليلك ايمان بوهم  وقتها فقط وحين لا يوجد سبيل لقشة يمكنك التعلق بها لتصل لأي بر ولو كان بر الجحيم .. حينها فقط سوف تتذكر أن كل هذا حدث من قبل .. هذا الطريق مررت به من قبل هذا الوهم الذي يتركك ويرحل فعلت بأحدهم  مثلما فعل بك من قبل .. ولكن هذا الشعور .. هذا الالم الممض بقلبك  ، هذا الضياع ، هذا الخوف هذه الغصة كلها اشياء لم تختبرها من قبل .. حسنا ها قد بدأت لعبة القدر ( كارما ) فقط التزم بالقوانين و استمتع .
انتهى 

 

 







 

تعليقات