سيلفي


  
عنْدَمَا اتصفح أَلِبُومِ صُورِيِّ لَا أَرَاهَا كَمَا يَرَاهَا الآخرون..

اتذكر كُلَّ مَوْقِفٍ لَا أنْسَى بِسُهولَةِ الْمَوَاقِفِ بِعِيدَةِ الْمُدَى, لَنْ أُبَالِغَ إِنْ قُلْتُ تَرْبِطُنِي بِكُلِّ صُورَةِ قِصَّةٍ لَيْسَتْ جَمِيعُهَا قَصَّصَ مُفْرِحَةٌ, وَلَكِنِيّ أَتُذَكِّرُ جِيدًا أَنَّ كُلَّ أَمْرِ سِيءَ تَجَاوَزَتْهُ ألْتقطت لِنَفْسِيِّ صُورَةِ لِأَرَى أثَرَهُ عَلَى مَلَاَمِحِيِّ..

وَ اِعْتَقَدَ أَنَّ الْكَثِيرَ مِثْلِيٌّ.. كُنْتُ فِي السَّابِقِ حينما اشارك احدى صُورِيٌّ عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الْاِجْتِمَاعِيِّ وَ اجد مِنْ بَعْضِ الطُّفَيْلِيِّينَ تَعْلِيقًا جَارِحًا اقوم بِحَذْفِ صُورَتِي!!

وَ لَكِنَّ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ وَ حينما يُكْبِرُ ذَلِكَ الطِّفْلِ بِدَاخِلِنَا تَتَغَيَّرُ, أَتُذَكِّرُ فِعْلَتُي تِلْكَ وَ أَسَأَلَ نَفْسِيُّ أَيِّ شَيْءِ حَذَفْتِي صُورَةً لِوَجْهٍ يَرَاهُ مِنْ لَا يُعَرِّفُكَ عَيْنَانِ وَ أَنْفٌ وَ فَمٌ وَ ضَحْكَةٌ أَمْ قُمْتِي بِحَذْفِ ذِكْرَى؟!!

كُلَّمَا تَذَكَّرَتْ هَذَا أَشِعْرٌ بِالْاِسْتِيَاءِ.. الْبُشْرُ قُسَاةُ حَقًّا, كَيْفَ لِأَحُدُّ أَْنْ يَزْرَعُ بِدَاخِلِكَ شُعُورَ بَغيضَ تُجَاهَ نَفْسُكَ؟! أَنْتَ لَسْتَ مُجَرَّدُ مَلَاَمِحِ جَامِدَةِ أَنْتَ كِيَانُ رَوْحِ عَقْلِ قَلْبِ صُورَتِكَ تِلْكَ لَا تَنْقُلُ سُوَا صُورَةِ خَارِجِيَّةِ سَطْحِيَّةِ انَّ شِئْتُ الدِّقَّةَ عَنْكَ
هُوَ غِلَاَفٌ لِقَصَّتْكَ عُنْوَانُهَا أَنْتَ..

لَمْ أَعُدْ أهْتَمَ مُنْذُ وَقْتِ طَوِيلِ بِمَا يَقُولُهُ النَّاسُ.. حَقَا لَمْ أَعَدٌّ أَرَى فِي الْبَعْضِ سُوَا اِختبَارَاتٍ أَمُقْتُهَا وَ لَكِنَّ اِجْتَازَهَا بِسُهولَةٍ
اِعْتَادَتْ أَنَّ اتجاوز تِلْكَ الْأُمُورِ السَّطْحِيَّةِ وَ كُلَّ مَنْ يَهْتَمُّ بالقشور لَا أَرَاهُ!!

أَطَلَبٌ مِنْ أُمِّيٍّ أَلِبُومِ صُورِنَا حِينَ كَنَّا أَطُفَالًا لَا يَشْغَلُنَا مُدَى دِقَّةِ الصُّورِ لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنَا سِوَى اللَّحْظَةِ ذاتها, الضَّحْكَةَ , مَنْ نَلْتَقِطُ صُورَنَا بِجِوَارِهِمْ وَمَنْ يَلْتَقِطُونَ لَنَا تِلْكَ الصُّورُ.. أَتُذَكِّرُ قَصَصُ بَعْضِ صُورِ الطُّفُولَةِ وَ أَضَحِكَ..
اِبْتِسَامَةُ بَسيطَةُ وَلَكِنَّهَا مَنْ قَلْبِي اِسْتَشْعَرَهَا أُطِيلُ النَّظَرَ حَتَّى تمتلئ مَسَامَّ رَوْحِي مِنْ بَرَاءةِ تِلْكَ اللَّحْظَاتِ!!
انَّ كَانَ عَلَى اُحْدُ الْخَجَلَ مِنْ شَيْءٍ, أَظَنٌّ أَنَّ هَذَا الشَّيْءِ هُوَ التَّدَخُّلُ وَ التَّطَفُّلُ وَ الاهانة الْغَيْرَ مُبَرِّرَةٌ وَ السُّخْرِيَّةُ مِنَ الأخرون
مَلَاَمِحَنَا, مَوَاقِفَنَا, سَعَادَتَنَا مَهْمَا بَدَتْ لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنَّ نُخْجِلُ مِنْهَا
  

لَا تَسْمُحْ لِأَحُدُّ أَْنْ يجعلك تَمْحُو ذِكْرَاُكَ كَيْ تُنَالَ اعجابه
لَا أحَدُ يَسْتَحِقُّ أَنَّ تَرْفِضُ ذاتك لِأَجُلْهُ...

أَنْتَ هُوَ أَنْتَ لَا تَكَنٍّ أُخَرٍ سَوْفَ تَفْقِدُ نَفْسُكَ وَ تَنْسَاهَا كَمَا سَيَنْسَاهَا الأخرون
لَا يَتَذَكَّرُ أحَدُ الشَّخْصِيَّاتِ الْمَنْسُوخَةِ انها الْمَلَلَ ذاته !!

لَنْ يَبْقَى لَكَ سِوَى نَفْسُكَ يُمْكِنُكَ أَنَّ تَقَوُّمَهَا أَنَّ تَجْعَلُ مِنْكَ شَخْصَ أفْضَلَ
وَ لَكِنَّ لَا تَمْحُ ذِكْرَاَكَ أَبَدًا

كُلَّمَا تَعَرَّضَتْ لِلسُّخْرِيَّةِ أَوِ الْمُضَايَقَاتُ, خُذْ نَفْسُ وَ اِلْتَقَطَ صَوَرَةٌ سَيُلْفِي وَ حَارِبُ الْمُضَايَقَاتِ بِالْمَزِيدِ مِنَ الصُّورِ
سَتَبْقَى الذِّكْرَى الْجَمِيلَةُ وَ سَتَبْقَى الضَّحْكَةُ
لَنْ تَفْنَى السَّخَافَةُ مِنَ الدُّنْيَا مَادَامَ هُنَاكَ بَشَرٌ
فَلَا دَاعِي لِلْاِخْتِبَاءِ وَ الْاِنْزِوَاءُ وَ التَّزْييفُ, تَجَاهُلٌ وَ عُشُّ يَوْمِكَ وَ اِتْرَكْ لِأَحَبَّتْكَ صُورَةٌ مِنْكَ وَ اِتْرَكْ لِنَفْسُكَ ذِكْرَى تجعلك تَبْتَسِمُ بَعْدَ مُرُورِ السّنوَاتِ .

تعليقات